سورة الأحزاب - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)}
{ياأيها} {لأَزْوَاجِكَ} {الحياة}
(28)- بَعْدَ أَنْ نَصَرَ اللهُ تَعَالى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأْحَزَابِ، وَعَلى بَني قُرَيْظَةَ، ظَنَّ أَزْوَاجُهُ أَنَّهُ اخْتَصَّ بِنَفَائِسِ اليَهُودِ، وَذَخَائِرِهِمْ، فَجِئْنَهُ يُطَالِبْنَهُ بالتَّوْسِعَةِ عَلَيهِنَّ، وَبِمُعَامَلَتِهِنَّ مُعَامَلَةَ نِسَاءِ المُلُوكِ، فآلمْنَ قَلْبَهُ الشَّرِيفَ بِمَطَالِبِهنَّ، فَأَمَرهُ اللهُ تَعَالى يِأَنْ يَتْلُو عَلَيْهِنَّ مَا أَنْزَلَ عَليهِ بِشَأْنِهِنَّ.
وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَسْتَأْذِنَانِ عَليهِ فَلَمْ يَأذَنْ لَهُما، ثَمَّ أَذَنَ لَهُما، فَدَخَلا فَوَجَدا الرَّسُولَ جَالِساً وَحَولَهُ نِسَاؤُهُ وَهُمْ سُكُوتٌ. فَتَكَلَّمَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ رَأَيتَ ابْنَةَ زَيدٍ (يَعِني زَوْجَةَ عُمَرَ) سَأَلَتني النَّفَقَةَ فَوَجَأْتُ عُنُقَها (أَيْ قَطَعْتُهُ) فَضَحِكَ الرَّسُولُ. وَقَالَ: هُنَّ حَولي يَسْأَلَنِني النَّفَقَة. فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلى عَائِشَةَ لِيَضْرِبَهَا، وَقَامَ عُمَرُ إِلى ابنَتِهِ حَفْصَةَ لِيَضْرِبَها، وَكُلَ مِنْهُما يقولُ: تَسْأَلانِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَيْسَ عِنْدَه! فَنَهَاهُمَا الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ؛ فَقَالَتَا: وَاللهِ لا نَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هذا المَجْلِسِ مَا لَيسَ عِنْدَهُ.
وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى الخِيَارَ، فَبَدأَ رَسُولُ اللهِ بِعَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَها، فَقَالَ لَها: إِنِّ أَذْكُرُ لَكِ أَمْراً مَا أُحِلُّ أَنْ تَعْجَلِي فيهِ حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ. قَالَتْ وَمَا هُوَ؟ فَتَلا عَليها الآيَةَ: {ياأيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ...} قَالَتْ عَائِشَةُ: أَفِيكَ أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟ بَلْ أَخْتَارُ الله وَرَسُولَهُ، وأَسْأَلُكَ أَلا تَذْكُرَ لامْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِكَ مَا اخْتَرْتُ. فَقَالَ لَهَا الرَّسُولُ: إِن اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّفاً، وَلكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّماً وَمُيَسِّراً، لا تَسَأَلُنِي امْرَأضةٌ مِنْهُنَّ عَمَّا اخْتَرْتِهِ إِلا أَخْبَرتُها ثُمَّ وَعَظَهُنَّ اللهُ بَعْدَ أَنْ اخْتَرْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ، وخَصَّهُنَّ بِأَحْكَامٍ.
وَمَعنَى الآيةِ الكَريمةِ: يَا أَيُّها النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ اخْتَرْنَ لأَنْفُسِكُنَّ إِحْدَى خَلَّتَيْنِ:
- الأُولى: إِنْ كُنْتُنَّ تُحَبِبْنَ الحَيَاةَ الدُّنيا، وَزِينَتها، وَزُخْرُفَهَا، فَلَيْسَ لَكُنَّ مُقَامٌ عِندِي، إِذْ ليسَ عِندِي شَيءٌ مِنها، فَأَقْبِلَنَ إِلَيِّ أُعطِكُنَّ مَا أَوْجَبَ اللهُ عَلَى الرِّجَالِ لِلنِّساءِ مِنَ المُتَعَةِ عِنْدَ مُفَارَقَتِهِمْ إِيَّاهُنَّ بِالطَّلاقِ.
- أَمَّا الثَّانِيَةُ فَقَدْ جَاءَتْ فِي الآيةِ التَّالِيَةِ.
أُمتّعْكُنَّ- أُعْطِكُنّ مُتْعَةَ الطَّلاقِ.
أَسَرِّحْكُنَّ- أُطَلِّقْكُنَّ.
سَرَاحاً جميلاً- طَلاقاً حَسَناً لا ضِرَارَ فيهِ.


{وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)}
{الآخرة} {لِلْمُحْسِنَاتِ}
(29)- أَمَّا الخُطَّةُ الثَّانِيَةُ التِي أَمَر اللهُ تَعَالى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم بِعَرْضِها عَلَى أًزْواجِهِ فَهِيَ: إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ رِضَاءَ اللهِ، وَرِضَاءَ رَسُولِهِ، وَثَوابَ الدَّارِ الآخِرَةِ، وَيَرْضَيْنَ بِمَا هُنَّ عَليهِ مِنْ عَيْشٍ خَشِنٍ، فَعَلَيهِنَّ أَنْ يُطِعْنَ الله وَرَسُولَهُ، لأَنَّ الله أَعَدَّ لِلمُحْسِنَاتِ مِنْهُنَّ فِي الأَفْعَالِ والأَقوالِ ثَوَاباً عَظِيماً تُسْتَحقَرُ الدُّنيا وَزِينَتُها وَزخْرُفُها بِالمقُارَنَةِ بِهِ.


{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}
{يانسآء} {بِفَاحِشَةٍ} {يُضَاعَفْ}
(30)- ثُمَّ وَعَظَ اللهُ تَعَالى نِسَاءَ النَّبِيِّ اللاتِي اخْتَرَنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَة، فَقَالَ لَهُنَّ: إِنَّ مَنْ تَرْتَكِبْ مِنْهُنَّ خَطَأً كَتُشُوزٍ أَوْ سُوءٍ خُلُقٍ (فَاحِشَةٍ مُبَيِيِّنَةٍ) فَإِنَّ عِقَابَها عَلَى خَطَئِها سَيَكُونُ مَضَاعَفاً عَنْ عِقابِ سِواها مِنَ النِسَاءِ نَظَراً لِمَنزلَتِها الرَّفِيعَةِ، وَذَلِكَ سَهْلٌ عَلَى اللهِ تَعَالى.
فَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ- بِمَعْصِيَةٍ كَبِيرَةٍ ظَاهِرَةِ القُبِحِ.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13